الجمعة، 4 أبريل 2014

القراءة الجمالية للعمل الإبداعي

                                                  القراءة الجمالية للعمل الإبداعي
                                                              س. م. السيد

    يرى كثير من الناس أن العمل الإبداعي يحاكي الواقع ويعبّر عن أفكار المؤلف، وهذا الكلام بعيد عن ماهية الإبداع وطبيعة التمثيل الجمالي.
    ها هي ذي خطوات إنتاج العمل الإبداعي:
- يعيش المبدع في الفضاء الكوني، في سياق تاريخي اجتماعي محدد.
- يتعلم المبدع اللغة التي تحمل الفكر والموروث الحضاري فتنقل إليه اللغة رؤية للعالم.
- تتفاعل معطيات اللغة وتجارب الواقع معا في نفس المبدع فتتشكل خبراته.
- يستجمع المبدع شذرات تجاربه ويمررها على خبراته ويجعلها موضوعا للعمل الإبداعي.
- يتشكل في ذهن المبدع مثال جمالي يحاول أن ينقله إلى اللغة بوصفها علامات رمزية يمكن أن تنقل مثاله الذهني إلى أبجدية جمالية للتواصل.
- يفقد المثال الذهني جزءا من محتواه الشكلي والدلالي في عملية النقل.
- يجد المبدع أثناء عملية التمثيل الجمالي أن الشكل الذي اختاره نفسه يفرض عليه تعاملا جديدا مع العلامات.
- يصوغ المبدع ما تبقى في ذهنه من المثال وينقح صياغته متأثرا بالنظرية المعرفية المحيطة به وما تفرضه من قيم تعبيرية واختيارات ثقافية وأسلوبية فيقترب من المثال الذي كان موجودا أو يبتعد عنه.
- يأتي المتلقي ليستمتع بالعمل فيصب مثاله الشخصي الناتج من حصيلة تجاربه على العمل محاولا أن يضع المثال في قلب الفضاء الرمزي الذي استخلصه ذهنيا.
- يفقد العمل جزءا من دلالاته خلال عملية القراءة وربما يكتسب دلالات من خبرة المتلقي التي قد تشترك مع خبرة المبدع في منطقة وتختلف عنها في مناطق أخرى.
- يغترب العمل الإبداعي عن مبدعه مرة أثناء تشكل المثال في الذهن ومرات خلال تشكيل المثال في فضاء الكلمات ومرات لا حصر لها خلال عمليات القراءة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق