الأحد، 6 أبريل 2014

المنهج النفسي في النقد الأدبي

                                                    المنهج النفسي في النقد الأدبي
                                                              س. م. السيد

    يحلل الناقد النص الأدبي بوصفه مساحة من الرموز التعبيرية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالعالم الداخلي لمؤلفه.
    يمكن استخدام المنهج النفسي من خلال ثلاثة اتجاهات تمثلها ثلاث مدارس نفسية هي:  
Freud مدرسة  (1856 – 1939) الكبت والأحلام وتهتم بتحديد العقد النفسية التي تحرك المبدع منها في أعماله.
الفرد ادلر (1870 – 1937) عقدة النقص ، وتنظر إلى الأدب بوصفه وسيلة لتحقيق الذات الفردية التي تشعر بتهميش المجتمع لها.           

كارل يونج Carl Jung (1875 – 1961) الأنماط الأولية  Archetypes  وتحاول هذه المدرسة أن تستخلص التصورات الأولية التي تتشكل لدى الفرد بحكم انتمائه لمجتمع معين.
    نستطيع أن نحلل نص عنترة بن شداد الشهير
    ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني     وبيض الهند تقطر من دمي
    فوددت تقبيل السيوف لأنها           لمعت كبارق ثغرك المتبسم
    في ضوء الاتجاهات النفسية الثلاثة كالآتي:
1- في ضوء مدرسة فرويد يعبر النص عن الكبت الذي يعانيه عنترة فيعلو به ليتسامى شعوره ويتجلى في عمل إبداعي يشير إلى هذا الكبت.
2- في ضوء مدرسة أدلر يعاني عنترة من عقدة نقص على المستوى النفسي نتيجة وضعه الاجتماعي بالمقارنة مع أفراد قبيلته الذين يمكن أن تتوجه مشاعرهم إلى إحدى نساء القبيلة من ذوات الحسب والجمال فيتغلب على ذلك بالإبداع.
3- في ضوء مدرسة يونج يغرس المجتمع القبلي نمطا رمزيا يتمثل في (المرأة / القبيلة) و(الفارس الشاعر) ويتأثر المبدع بهذا النموذج الرمزي ويعكسه في أعماله.

 

الجمعة، 4 أبريل 2014

القراءة الجمالية للعمل الإبداعي

                                                  القراءة الجمالية للعمل الإبداعي
                                                              س. م. السيد

    يرى كثير من الناس أن العمل الإبداعي يحاكي الواقع ويعبّر عن أفكار المؤلف، وهذا الكلام بعيد عن ماهية الإبداع وطبيعة التمثيل الجمالي.
    ها هي ذي خطوات إنتاج العمل الإبداعي:
- يعيش المبدع في الفضاء الكوني، في سياق تاريخي اجتماعي محدد.
- يتعلم المبدع اللغة التي تحمل الفكر والموروث الحضاري فتنقل إليه اللغة رؤية للعالم.
- تتفاعل معطيات اللغة وتجارب الواقع معا في نفس المبدع فتتشكل خبراته.
- يستجمع المبدع شذرات تجاربه ويمررها على خبراته ويجعلها موضوعا للعمل الإبداعي.
- يتشكل في ذهن المبدع مثال جمالي يحاول أن ينقله إلى اللغة بوصفها علامات رمزية يمكن أن تنقل مثاله الذهني إلى أبجدية جمالية للتواصل.
- يفقد المثال الذهني جزءا من محتواه الشكلي والدلالي في عملية النقل.
- يجد المبدع أثناء عملية التمثيل الجمالي أن الشكل الذي اختاره نفسه يفرض عليه تعاملا جديدا مع العلامات.
- يصوغ المبدع ما تبقى في ذهنه من المثال وينقح صياغته متأثرا بالنظرية المعرفية المحيطة به وما تفرضه من قيم تعبيرية واختيارات ثقافية وأسلوبية فيقترب من المثال الذي كان موجودا أو يبتعد عنه.
- يأتي المتلقي ليستمتع بالعمل فيصب مثاله الشخصي الناتج من حصيلة تجاربه على العمل محاولا أن يضع المثال في قلب الفضاء الرمزي الذي استخلصه ذهنيا.
- يفقد العمل جزءا من دلالاته خلال عملية القراءة وربما يكتسب دلالات من خبرة المتلقي التي قد تشترك مع خبرة المبدع في منطقة وتختلف عنها في مناطق أخرى.
- يغترب العمل الإبداعي عن مبدعه مرة أثناء تشكل المثال في الذهن ومرات خلال تشكيل المثال في فضاء الكلمات ومرات لا حصر لها خلال عمليات القراءة.