الاثنين، 14 نوفمبر 2011

مفهوم التبيين


                                        مفهوم التبيين
                                        د. س. قطب
    إن عملية "التبيين" تعني صياغة الصور الذهنية المنعكسة في مرآة الذات بصدد مرجع ما سواء أكان ماديا أم معنويا، أي تعني فن صناعة الصور الذهنية كما تتراءى في المخيلة، هذه الصور (اللوحات البيانية) يقوم الصانع (فاعل البيان) بمحاولة تصديرها للآخرين، أي أنها أداة دعائية تغزو أذهان الآخرين أو تسعى لأن تشغل (صفحات / مرايا/ مشاعر) الإنسانية التي يرسل لها بيانه. لكن الآخرين يملكون صفحاتهم بالتالي يحدث جدل بين الرسائل تنتج عنه صور جديدة أو رسائل بيانية لا حصر لها. إننا حينما نمارس عملية "التبيين" بإنتاج رسائل بيانية قابلة للتأمل تنعكس فيها رؤيتنا للعالم فإننا نضع هذه الرؤى في دائرة الفكر. وعلينا أن نتأمل "انعكاس" مرجعية العالم من أكثر من منظور. علينا أن نضع وجهات النظر المختلفة أمامنا ونتناولها بالفكر النقدي. وصياغة الموقف النقدي القادر على "تبيين" فعل "الانعكاس" أي القراءة الموضوعية للصور المنعكسة في البيان هو هدف الجاحظ من رسالته. إن الجاحظ ناقد لقصور الرؤية الإنسانية لأن هذه الرؤية مقيدة بمعرفة محدودة ومنظور ضيق وانفعال ذاتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق