الأحد، 4 نوفمبر 2012


الوحدة الثانية

نموذج الشعر الأموي: تعدد الأغراض

 

-         افتتاحية: محاور العمل:

-         مفهوم الغرض الشعري ومفهوم الموضوع الشعري

-         التجربة الإبداعية ورؤية العالم

-         المجاز ووجه الشبه

-         الإطار الجامع للمعاني

-         المعلقات نموذج تعدد الأغراض: الرحلة في القصيدة

-         المطولة الأموية: النسيب/ الرحلة والوصف/ الغزل/ المدح/ الفخر/ الهجاء

-         توليد المعاني.

-         رؤية الذات للآخر بأنماطه المتعددة.

 

- نموذج جرير:

بان الخليط ولو طوّعت ما بانا

وقطّعوا من حبال الوصل أقرانا

حيّ المنازل إذ لا نبتغي بدلا

بالدار دارا ولا الجيران جيرانا

قالت ألم بنا إن كنت منطلقا

ولا أخالك بعد اليوم تلقانا

ألست أحسن من يمشي على قدم

يا أحسن الناس – كل الناس – إنسانا

إن العيون التي في طرفها حور

قتلننا ثم لم يحين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به

وهن أضعف خلق الله أركانا

أتبعتهم مقلة إنسانها غرق

هل يا ترى تارك للعين إنسانا

كأن أحداجهم تحدى مقفية

نخل بملهم أو نخل بقرّانا

 

يا أم عثمان ما تلقى رواحلنا

لو قست مصبحنا من حيث ممسانا

من ذا الذي ظل يغلي أن أزوركم

أمسى عليه مليك الناس غضبانا

مازال حبلي في أعناقهم مرسا

حتى اشتفيت وحتى دان من دانا

إني امرؤ لم أرد فيمن أناوئه

للناس ظلما ولا للحرب إدهانا

أحمي حماي بأعلى المجد منزلتي

من خندف والذرى من قيس عيلانا

الأحد، 22 يوليو 2012

فن السيرة الذاتية

               السيرة الذاتية جدلية الكتابة والصورة

 

    تبدو السيرة الذاتية وجودا للكاتب في الكتابة، بمعنى أنها محاول لوضع النفس في الرمز كما لو كانت الكلمات قد تحولت إلى خطوط وألوان ومساحات تشغل فضاء الصفحة وتتوزع بين البؤرة والخلفية، ولكن هل يمكن أن تتحول الكلمة إلى صورة فتصبح السيرة أيقونة دالة على المؤلف؟ وهل يريد المؤلف بالفعل أن يقدم لنا صورته كما ألفها؟ لو كان الأمر كذلك لاكتفى كتاب السير الذاتية في عصر الصورة الآن بوضع مجموعة من صورهم بين دفتي كتاب لكي نراهم، إن الأمر ليس هكذا فالكاتب يبحث عن خفايا المرجع، أو فلنقل يبحث عما وراء الملامح، إن الكتابة هي "الميتا صورة" أي البعد التفسيري للصورة، وحينما يدخل الكاتب في عملية تفسير نفسه فإنه يتجاوز الأيقونة وما تمنحه من مدلول تخيلي مباشر، الكاتب يتحول إلى خطاب عابر للصورة، نظن أننا نمسك به لنجده ينساب من بين أيدينا ويتوارى عن في فضاء عميق لحكايات متداخلة ممتدة كدهاليز حافلة بالأسرار، أو كمغامرة "علي بابا" المتخمة بكنوز لا يعرف من تركها لها حصرا وعلى الداخل الذي أدرك شفرة فتح باب النص أن يحمل من تلك الكنوز في صفحة قراءته ما تسمح به موهبته وإجراءاته وخبراته النصية، فالذي يظن أن السيرة الذاتية صورة "حقيقية" للكاتب ينخدع بالتعامل مع الرموز بخاصة الرمز الكلامي الذي ينسج خيوطا لانهائية يقع القارئ في متونها.